أخبار الصحةالأخبار

أضرار ومخاطر بسبب أستخدام أكياس البلاستيك في المخابز

تم النشر في الأربعاء 2021-06-09

يحذر خبراء الصحة والمتخصصون في التغذية من خطورة استخدام أكياس البلاستيك في المخابز أو المطاعم بسبب تفاعلها مع الأطعمة وتأثيرها الضار على صحة المستهلك.

وفي هذا السياق حذر الدكتور فهد التركستاني، أستاذ الكيمياء، من خطورة استخدام الأكياس البلاستيكية الموجودة في المخابز لما تسببه من أضرار على صحة الإنسان.

وقال التركستاني خلال برنامج “الراصد” المذاع عبر قناة “الإخبارية”: “منذ حوالي 15 عاما صدر قرار باستبدال الأكياس في المخابز والفوالة، ولكن لضعف استمرارية الرقابة في هذا الشأن رجعت المخابز إلى استخدام الأكياس نفسها مرة أخرى، وهو أمر شديد الخطورة”.

وأكد أن تلك الأكياس مصنوعة من عدد من المواد الكيميائية والكربونية قد تكون سامة وضارة ومسرطنة وتهدد صحة وسلامة المستهلكين.

خطورة البلاستيك

ويوضح الخبراء أن البلاستيك هو مادة يتم صنعها من خلال عمليات متعددة تعتمد بأساسها على النفط الذي يعتبر المادة الأولية في صناعة اللدائن كما يمكن إنتاجها باستخدام الغاز الطبيعي والفحم كمادة أولية ويشكل البلاستيك ما نسبته 4 في المئة من منتجات النفط ، حيث يتم تصنيع أكياس البلاستيك من مادة البولي إثيلين وهي إحدى البولي مرات وهو عبارة عن سلسلة طويلة من ذرّات الكربون والهيدروجين ، إذ تحتاج البيئة إلى مئات السنين لتفكيك هذه الروابط طبيعياً ، كما أن أكياس التسوّق وحدها تقضي على ملايين من الطيور البحرية سنويا بالإضافة إلى الآلاف من الثدييات البحرية وأعداد لا حصر لها من الأسماك حول العالم.

ولقد تم تصنيع النايلون لأول مرة عام 1937 وقد حلت أكياس النايلون كبديل لأكياس الورق التي كانت تستخدم في السابق، ولعل من أهم المميزات التي ساهمت بالتحوّل شبه التام إلى استخدم أكياس النايلون هو كلفته الرخيصة وإمكانيات التصنيع المتنوعة إضافة إلى التوفير في الطاقة أثناء صناعتها حيث يحتاج صنع أكياس البلاستيك إلى 40 % طاقة أقل مما تحتاجه الأكياس المصنوعة من الورق، ومع مرور السنوات حل البلاستيك محل النايلون كمادة لصناعة الأكياس ووسائل التغليف ومصطلح “أكياس النايلون” يعني أكياس البلاستيك،وهناك يوجد أكياس البولي إيثلين المرتفع الكثافة، وهي الأكياس الرقيقة الخفيفة الوزن التي تستخدم في المحلات التجارية والمخابز والأسواق.

الآثار الصحية

بالرغم من أن الأكياس البلاستيكية غير قابلة للتحلل الحيوي، ولا تسبب في إحداث تلوث كيميائي أو بيولوجي إلا أن لها آثاراً صحيّة وبيئيّة ضارة ناتجة عن مخلفاتها الصلبة والتي تحتوي في تركيبها النهائي على مواد الكربون والهيدروجين والكلور والنيتروجين وغيرها، وتتلخّص الآثار السلبية في الآتي: أن استخدام أكياس البلاستيك في تعبئة الخبز الساخن والوجبات الغذائية الساخنة من المخابز والمطاعم وهذه الأكياس تلين وتتفاعل بدرجة حرارة منخفضة وبالتالي فإن تفاعلها مع الوجبات الساخنة يشكل خطراً على صحة الإنسان حيث تسبب له العديد من المشاكل الصحية ناتجة عن انطلاق مادة الديوكسين المسببة للسرطان، ووزنها الخفيف مع الاستهلاك الزائد وبقائها في البيئة لسنوات دون تحلل جعل من أكياس البلاستيك أهم عامل في تلويث المساحات المفتوحة والميادين العامة والشوارع الرئيسة داخل وخارج المدن وعلى شاطئ البحر وداخل مياهه عندما تقوم الأتربة بدفن أكياس البلاستيك تؤدي تلك الأكياس إلى تشكيل طبقة عازلة تفصل التربة وتحجز مياه الأمطار في الجزء العلوي من التربة وتمنع من وصول المياه والمخصبات اللازمة إلى الجزء السفلي من التربة في حالة حرقها في أماكن تجميعها سوف تنطلق منها أكاسيد الكلور والكربون ومركبات غازية أخرى وأحماض ومركبات سامة عديدة ضارة بصحة الإنسان وتسبب الكثير من الأمراض.

الوقاية من الأضرار

ويرى خبراء الصحة أنه لا بد من تشجيع استبدال أكياس البلاستيك بالأكياس الورقية واستخدام أكياس النايلون إن أمكن لأن ذلك سيخفف من الطلب عليها وبالتالي سيوقف إنتاجها، و كذلك تقليل استعمالها من خلال تقنين استخدامها وإنتاجها، وأنه لا بد من إنتاج أكياس بلاستيكية وفق المواصفات والمعايير بحيث يتم إنتاج أكياس أكثر سماكة ومتانة وقابلة للتحلل في التربة دون أثر سلبي عليه، كذلك إلزام المخابز اليدوية مثل الأفران ومخابز التنور بوضع الخبز المقدم للجمهور في أكياس من الورق الأبيض، أو لفه بغلاف من الألمنيوم ذي مواصفات خاصة دون وضعها مباشرة في أكياس النايلون أو البلاستيك التقليدية ، خاصة أن شريحة واسعة من المواطنين يتعاملون مع المخابز اليدوية بشكل متواصل نظراً للتهاون المستمر من أصحابها والعاملين فيها وهو ما تطلب فرض رقابة صارمة عليها بشكل مستمر .

تفاعل حرارة الخبز

ويؤكد الخبراء أن المشكلة في الخبز المنتج يدوياً هي خطورة تفاعل المادة الغذائية مع المواد المكونة لأكياس النايلون أو البلاستيك مع الحرارة الشديدة والرطوبة ، وأنه في حال تخزين المادة الغذائية المعبأة في الأكياس والعبوات البلاستيكية أو المصنوعة من النايلون وغيرها من مواد التعبئة والتغليف في غير الظروف الصحية المخصصة لها فقد يؤدي ذلك إلى التصاق بعض المواد البلاستيكية بالمادة الغذائية كما يمكن أن ينتج عنها تشوه للشكل الخارجي للعبوة، وحدوث تأثيرات غير آمنة للاستخدام البشري ، وانه يلزم المخابز اليدوية بوضع أرغفتها في أكياس خاصة، وعلى الرغم من التحذير الشديد من المضار الصحية الناجمة عن حفظ الأطعمة والمواد الغذائية في الأكياس المصنوعة من البلاستيك أو العلب البلاستيكية إلا أن استخدامها توسع لدرجة طال فيها أكثر المواد الغذائية حساسية، وخصوصاً أن المادة الكيميائية التي تدخل في تركيبة البلاستيك يمكنها التفاعل مع المادة الغذائية لتذوب المواد الضارة في الغذاء، وهذا أمر خطير يقتضي البحث عن بدائل وليس الإفراط في استخدام الأكياس والعبوات البلاستيكية.

الأكياس السوداء

وثبت علمياً أن أكياس النايلون السوداء لا تصلح لتعبئة وتغليف المواد الغذائية، فالمواد الداخلة في صناعة هذه الأكياس هي في الأصل مواد بترولية يتم استعمالها غالباً بعد إعادة تدويرها مما يؤثر على المواد الغذائية، ويتابع العزمان، أن المواد البلاستيكية يضاف إليها هنا أصباغ لإعطائها اللون الأسود فتتسرب الملونات إلى السلع الغذائية وتذوب فيها مسببة مشكلات صحية للإنسان، والأكياس الملونة على نوعين: الجديدة والمدورة، والثانية أشد خطراً من الأولى كونها تتعرض لعمليات حرارية تؤدي لتفكيك المواد الأساسية المكونة للبلاستيك الأصلي أو الملون وانتقالها للطعام، عموماً هناك من لا يلتزم بالمواصفات والمواد الداخلية بالتصنيع هي التي تحدد حجم الضرر الناجم عنها، ومن المفروض ألا يستخدم البلاستيك المدور في حفظ الأغذية، وهناك تجاوزات كبيرة في السوق بخصوص هذا الأمر، وأكياس النايلون السوداء يمكن أن تصلح للقمامة على ألا تتعداها للمواد الغذائية، لكن ما يحدث هو العكس لنجد هذه الأكياس في محلات السوبرماركت والأسواق لتعتمد وبشكل أساسي في نقل المواد الغذائية.

العلب الغذائية

ويوضح الخبراء أن نقل أو حفظ الأطعمة والمواد الغذائية في الأكياس البلاستيكية أو النايلون أو العلب البلاستيكية يشكل خطورة على الصحة ويزيد من فرص الإصابة بالسرطان لاسيما اذا كانت الأطعمة ساخنة، وترجع خطورة استخدام البلاستيك إلى المادة الكيميائية التي تدخل في تركيبه والتي يمكنها التفاعل مع المادة الغذائية خاصة إذا كانت المادة الغذائية قادرة على النفاذ داخل مادة الكيس فتتجانس مع الطعام.

وهذه المواد الضارة تذوب في الغذاء وتكون أحد العوامل المساعدة للإصابة بالسرطان إذا ما تكرر استخدام الأكياس البلاستيكية بصورة مستمرة ما قد يؤدي إلى وجود متبقيات من مادة البلاستيك في دم الإنسان والتي تعتبر من المسببات لأخطر الأمراض.

كما أن حدوث تفاعل بين العبوات والأغذية خاصة المواد الدهنية التي يسهل ذوبان المادة البلاستيكية بها حيث يحدث نفاذ الدهون من الغذاء إلى مادة العبوة البلاستيكية كما يحدث تسرب للمواد البلاستيكية إلى الغذاء، ويتوقف هذا التسرب على درجة الحرارة وطول فترة التخزين بداخل العبوة، ونصحت الدراسة باستخدام المواد المستخدمة من المواد الطبيعية والتي لها خاصية إعادة التصنيع مثل الورق والزجاج، وضرورة استبدال وضع الخبز وهو ساخن باستعمال سلة خاصة له أو أكياس ورقية أو كرتونية مصنوعة من مواد نظيفة، فالمواد البلاستيكية تدخل الجسم عن طريق الغذاء أو الدواء أو الماء لتتراكم من الاستعمال المتزايد للأكياس المصنوعة من البلاستيك لمالها من تأثير خطير على الصحة العامة وعلى التزايد المستمر في أعداد المصابين بالسرطان حتى بين الأطفال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock